[/justify][/right]رغم أن التجهيز الإلكتروني، الحواسيب وما يتصل بها، أصبح في متناول شريحة مهمة من المغاربة، خاصة الذين يتعدى أجرهم 5000 درهم فإن سوق الإنترنيت لا يزال ضعيفا لسببين، احتكار اتصالات المغرب، الشركة الوحيدة الموزعة للهاتف الثابت والإنترنيت في المغرب لهذا السوق، وعدم دخول الشركة الأخرى التي تعمل منذ سنوات في مجال خدمة الهاتف المحمول في المنافسة، مع عدم إعلانها عن سقف زمني لاقتسام خدمة الإنترنيت مع المحتكر السابق ذكره
وبنظرة أولى على أسعار هذه الشركة نفهم سبب عجز المغاربة عن الاشتراك في الشبكة العنكبوتية، لأن كل مغربي أراد أن يغامر في هذه الخدمة سيحس أن ذلك سيكون على حساب "رزق" أولاده، إذ من المفروض ألا تتعدى كلفة هذه الخدمة 3% من الراتب الشهري، لكن حين نفحص السعر الأدنى المرجعي للاشتراك (123 درهما اشتراك إجباري في الهاتف الثابت +الاشتراك في الصبيب الأدنى وهو 149 درهما مقابل 128 ك) فمجموع هذه المصاريف أي 272 درهما تشكل ما يقارب 10 % من أجرة موظف محترم سلم 9 أي بلغة أخرى، كل الموظفين المرتبين في هذا السلم محرومون بقوة الواقع من خدمات الإنترنيت، وفيهم الجزء الأكبر من أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي، وبذلك يضيع من تلامذة المغرب إسهام الشبكة في تقوية معارف المدرسين وإعادة تكوينهم أو الاعتماد على الإنترنيت في البحث المشترك بين الأساتذة والتلاميذ، في الوقت الذي نجد فيه بعض الدول تقترح الدرس التفاعلي الذي يعطى انطلاقا من بيوت التلاميذ والمدرسين، وكأن اتصالات المغرب أعماها الربح دون مصلحة التربية والتكوين
ثم لاحظوا معي قوة الصبيب التي تقترحها هذه الشركة على زبنائها الفقراء الذين تنـزع منهم عشر أجرتهم، 128 كيلوبيت، هل هذا صبيب يستطيع أن يجعل الزبون يستفيذ من خدمات الاتصالات؟ هذه حرب أعصاب وضحك على الدقون، إذ يتطلب أمر قراءة صفحة واحدة من حجم ميغابيت أكثر من دقيقة، بمعنى آخر أن شهرا واحدا من الإنترنيت قد يدفعك إلى زيارة طبيب الأمراض النفسية بعد كل المعاناة مع "مرض بطء الشبكة" هذا، هكذا إذن تفكر اتصالات المغرب في اقتصاد الإنترنيت، توزع الخدمة دون مراعاة الجوانب المادية والنفسية لزبنائها الذين تكذب عليهم كل يوم حين تعتبرهم كراما